الخدمات المالية الإسلامية ونظام القرض الحسن

الخدمات المالية الإسلامية ونظام القرض الحسن

لا يعتبر الدين الإسلامي، منهج ينفع الانسان في الأخرة، ويضمن له – اذا عمل بتعاليمه وانتهج بمنهاجه- دخول الجنة فحسب، بل إن الدين الإسلامي يشتمل أيضاً على نظام دنيوي، يُنظم الطريقة التي يتعامل بها الناس مع بعضهم البعض في أمور حياتهم اليومية، وينظم علاقاتهم الاجتماعية والإنسانية والاقتصادية على حد سواء.

ويقع نظام القرض الحسن، في القلب من المنظومة الاقتصادية الإسلامية، بديلا عن النظام الربوي، الذي حول المال لسلعة تباع وتشُترى، وأصبح سيفاً يسلطه الأغنياء على رقاب الفقراء، مهدداً المنظومة الاقتصادية بالكامل بالسقوط في بئر بلا قرار. من هنا كانت أهمية أن نفهم نظام القرض الحسن، والفارق بينه وبين القرض الربوي، وأثر هذا النظام على النهوض بالنظام الاقتصادي الإسلامي.

ما هو القرض الحسن؟

القرض الحسن هو أن يقوم أحد الأفراد أو المؤسسات، بحل أزمة مالية لدى فرد أو مؤسسة أخرى، من خلال إقراضه مبلغاً من المال، يلتزم فيه المقترض بالرد في فترة زمنية مُحددة، ويلتزم المُقرض بعدم الحصول على أي فائدة نظير عملية الإقراض. وهنا يظهر الفارق الجوهري بين القرض الربوي والقرض الحسن. فالقرض الربوي يلتزم فيه المقترض بدفع فائدة نظير الحصول على القرض. ومن هنا تأتي علة تحريم القرض الربوي.

فوائد القرض الحسن

الفائدة الأساسية والأهم للقرض الحسن، هي قدرة المقترض على تجاوز العثرة المالية التي يمر بها، دون أن يثقل كاهله بدفع فائدة لهذا القرض.

ويفيد نظام القرض الحسن، المجتمع الإسلامي، من خلال دفع أصحاب رؤوس الأموال لاستثمار أموالهم في مشاريع مفيدة للمجتمع، بدلا من الاكتفاء بإقراضها للأخرين مقابل فائدة. ما يجعل رأس المال يدور في دوائر مفرغة، دون إعطاء الفرصة للجميع للمشاركة في الدائرة الاقتصادية وتحقيق الربح.

وختاماً

وهكذا نرى كيف استطاع نظام القرض الحسن، تحسين الحياة الاقتصادية في النظام الإسلامي المعاصر. وكيف يجب على مؤسسات الفتوى، والمؤسسات المالية، دعم هذا النظام بكل ما يقدمه من مساعدة للأفراد والمؤسسات على حد سواء.