مؤسسة سند للتسليف
غاية القرض الحسن في شركات التمويل
المقدّمة:
لماذا في رأيك تمّ تأسيس شركات خاصة للتمويل في حين يوجد مصارف وبنوك لهذا الغرض؟ وماهي غاية القرض الحسن في هذه الشركات؟
1- تعريف شركات التمويل:
هي شركات خاصة منافسة للبنوك والمصارف والاتحادات الائتمانية، تمّ إنشاؤها حتّى تقدّم التمويل أو القروض التي يحتاجها الأفراد والمؤسسات في نشاطات كسب عيشهم المختلفة، وفق شروط ميسّرة ومخفّفة عن تلك التي تفرضها البنوك والمصارف على عملائها.
2- أنواع شركات التمويل:
1- شركات تمويل الأفراد:
وتقوم على أساس إقراض الأفراد أصحاب المشاريع الصغيرة أو حتى الأسر من الذين يرغبون في الاقتراض لشراء سيارة مثلا أو بعض الأجهزة الكهرو منزلية والتي يكون سعرها باهظا ويفوق المرتّب الشهري، أين يتمّ التوقيع على وثيقة الاستدانة بشروطها الميسّرة ثم تسديد الدين شهريا عن طريق اقتطاع جزء من المرتب خلال سنة واحدة فقط غالبًا، لكن القرض هنا يكون بالتوقيع إما على دفع المبلغ المقترض في آجاله المحددة أو بما يسمّى: ضمان المقتنيات، فمثلا لو قمت بشراء سيارة فإنّها تبقى مرهونة لدى الشركة إلى غاية استيفاء قرضها.
2- شركات تمويل المبيعات:
إذا كنت بحاجة لشراء مركبة أو أي جهاز كهربائي تحتاجه في منزلك سواء أجهزة المطبخ أو الحمام أو حتى تلفاز لغرفة أطفالك أو حاسوبًا محمولا لابنتك الجامعيّة، فإنّ دور شركة التمويل هنا أن تكون وسيطة بينك وبين المتجر حيث تشتري أنت الغرض الذي ترغب فيه لكن بالتقسيط والذي يسدّد القرض هاهنا هو شركة التمويل نفسها للمتجر وبعدها تقوم أنت بتسديد القرض للشركة شهريا لتُتِمّ الدفع في آجال محددة يتم الاتفاق عليها وفق عقد مكتوب بينك وبين الشركة.
3- شركات التمويل التجاري:
تقوم شركة التمويل بالمساهمة في الدفع بعجلة التنمية بواسطة تمويلها للمشاريع التجارية بإقراض أصحابها لمبلغ مالي يتم الاتفاق عليه مسبقا لتوفير البضائع والسلع المختلفة لتحقيق حاجات المستهلكين المختلفة، كما تساهم في التنمية الصناعية بفتح باب التمويل للشركات الصناعية بغية اقتناء المواد الأولية التي تدخل في ميدان الصناعة.
3- دور القرض الحسن في شركات التمويل:
بمجرّد نقرة زر وبحث خفيف عبر محركات البحث، ستكتشف أنّ شركات التمويل من مبادئها الحصول على نسبة ولو يسيرة من الفوائد جرّاء إقراضها لعملائها، وربما تسير بمبدأ: القليل من المنكر لا يضر! أي أنّها تشترك مع المصارف والبنوك في قضية الفائدة الربوية.
لكن كما اكتشفنا في مقال سابق فإن الفائدة الربوية تبقى ضررا وخطرا على المنظومة البشرية كاملة بكافة جوانبها، لهذا كان وجوب دخول القرض الحسن في تعاملات شركات التمويل أمرا حتميا.
فلما يلجأ الأفراد أو أصحاب المشاريع التجارية والصناعية لشركات التمويل حتى يتحصلوا على قروض فهم حتما في أزمة سيولة مالية، وبالتالي فهم أحوج ما يكونون إلى كل فلس يكسبونه حتى يُستثمر وتكون العائدات مرضية، لهذا فإنّ الفوائد التي تفرضها شركات التمويل شأنها شأن البنوك والمصارف الربوية، وحتى لو كانت نسبة الفائدة ضئيلة جدّا يكفي أنها تثقل كاهل الزبون وتزيد من أعبائه والضغوط عليه.
أمّا القرض الحسن الذي تعرّفنا عليه أنّه لا يعترف أبدا إلا بالمثل، بمعني أقرضت الفرد 500 دينار فيجب أن يعيد 500 دينار في الآجال المتفق عليها، فهو الحل الوحيد والمثالي والآمن حتى تستمر شركات التمويل في مسيرتها وعملها على أكمل وجه، وحتّى يرضى العملاء وتستقطب آخرين.
إذن القرض الحسن يعني إعطاء روح التكافل الاجتماعي على شركات التمويل، فلا يكون هناك مجال للاستغلالية وتحيّن فرصة حاجة العميل الماسة للمال حتّى تقوم بفرض الفوائد والتي تتحول إلى ديون ضخمة ومرهقة وقد تنتهي بالعميل في نهاية المطاف إن لم يستطع سدادها -تنتهي به- إلى مشاكل ضخمة هو في غني عنها – وكنا قد شاركناكم إياها في مقال سابق_.
لهذا سند للتسليف تعمل جاهدة على تأصيل مبدأ القرض الحسن وإعادته للواجهة كصيغة تمويل فطرية منذ القدم، ولو سار على نهجها كل الشركات التمويلية فإنّها ستكون فائدة عظيمة للاقتصاد والمجتمع والفرد على حدّ سواء.